الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

..... قصة رائعة القبرة والفيل.....

حُكِيَ أنّ قبرةً اتّخذت حفرة في الأرض تضع فيها بيضها، وباضت على طريق الفيل الذي كان يمرّ إلى مشربٍ يتردّدُ إليه.

فلمّا رأت ما حدث، عَلِمَت أنّ ما أصابها من الفيل لا مِن غيره. فطارت وحطّت على رأسه باكيةً، ثم قالت: “أيّها الملك! لِمَ همشتَ بيضي وقتلت فراخي؟ هل فعلتَ هذا استصغارًا لأمري واحتقارًا لشأني؟”

القبرة والفيلقال: “نعم… ذاك هو الذي حَملني على ذلك”.

فتركته وذهبت إلى جماعة الطّير، فشكَت إليهنّ ما نالها من الفيل، فقلن لها: “وماذا نستطيع أن نعمل له ونحن طيورًا، لا حول ولا قوّة لنا!؟!”. فقالت للعقائق والغربان: “أحبّ منكن أن تأتين معي إليه فتفقأن عينيه، وبعد ذلك أحتالُ له بحيلةٍ أخرى”. فأجبنها إلى ذلك، وذهبن إلى الفيل، فلم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبت بهما، وبقي لا يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه إلاّ ما يجده على وجه الأرض قريبًا منه.

ولمّا صار على هذه الحال، جاءت القُبرة إلى غديرٍ فيه ضفادع كثيرة فشكت إليهنّ ما نالها من الفيل. قالت الضّفادع: “ما حيلتنا نحن أمام عِظَم الفيل؟ وأين نبلغ منه؟”

قالت: “أحبّ منكن أن تذهبن إلى هوّةٍ قريبةٍ منه، فتُنقنِقن فيها وتضججن، فإنّه إذا سمع أصواتكن لم يشك في الماء، فيهوي فيها”.

فأجبنها على ذلك، واجتمعن في الحفرة. وسمع الفيل نقيق الضّفادع وقد استبدّ به العطش، فأقبل، فوقع في الحفرة، وأشرف على الهلاك.
جاءت القبرة تُرفرف على رأسه، وقالت: “أيّها الطاغي المُغتر بقوّته، المُحتقر لأمري! كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثّتي عند عظم جثّتك وصغر همتك؟” أفلم تسمع بالقول المأثور: “إنّ البعوضة تُدمي مُقلة الأسد”؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كي لاننسى ..... عندما دخل الجنرال الفرنسي غورو بلاد الشام توجه فوراً الى قبر صلاح الدين الايوبي و ركله بقدمه وقال : " ها قد عدنا يا صلاح الدين " .. و حين دخل الجنرال الفرنسي ليوتي مدينة مراكش ذهب الى قبر يوسف بن تاشفين وركل القبر بقدمه وقال : " انهض يا ابن تاشفين لقد وصلنا إلى عقر دارك " ..بعد سقوط الأندلس ، جاء القائد الفونسو الى قبر الحاجب المنصور ونصب على قبره خيمة كبيرة، وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور، ونام عليه معه زوجته متكئة تملأهم نشوة موت قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب وقال ألفونسو : "أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! وجلست على قبر أكبر قادتهم " !! اما الجنرال سوفوكلس ابن فينيزيلوس قائد الجيش اليوناني الذي حاصر مدينة بورصة العثمانية فذهب الى قبر عثمان غازي الكبير و ركله برجله و هو يصرخ : " قم يا ذا العمامة الكبيرة ، قم أيها العثمان العظيم ! قم لترى حال احفادك ، لقد هدمنا الدولة التي اسستها ، جئت اقتلك !! "هم لاينسون التاريخ حتى لو نسيتموه أنتم !! الصورة : سوفوكلس أمام قبر السلطان عثمان غازي عام 1920.