الخميس، 17 أغسطس 2017

قصة كفاح ماري كوري

  ماري كوري \ كفاح امرأه

تحمل قصة حياة ماري كوري من المآثر ما يجعلها تقارب الأسطورة، فهي امرأة فقيرة، جميلة، وتنتسب إلى أمة مغلوبة على أمرها!
قال عنها آينشتاين من بين جميع المشهورين وحدها التي لم يفسدها المجد.

إسمها الأصلي مانيا بولونوفسكي و بعد زواجها من الفرنسي بيير كوري غيرت إسمها إلى ماري و حملت كنية زوجها لتصبح ماري كوري و عرفت إعلامياً باسم مدام كوري. كرّم الزوجان كوري بإطلاق اسم الوحدة (كوري) لقياس النشاط الأشعاعي وكذلك إطلاق اسم (كوريوم) على أحد العناصر الكيميائية.

ولدت عام 1867 في وارسو ببولونيا التي كانت تخضع لاحتلال الحكم القيصري الروسي.
درست في مدرسة سيكورسكا، ومع أنها كانت دون رفيقاتها بعامين، فقد كانت الأولى دائماً في الرياضيات وفي التاريخ والأدب واللغة الألمانية والفرنسية والروسية، لذا كانت المكلفة دائماً بالرد على أسئلة مفتش الحكومة الذي يداهم الصف ليراقب المناهج المفروضة ويمتحن الطلاب بلغة وتاريخ روسيا المقدسة؟
كان والد ( مانيا ) كما كانت تدعى بين أهلها أستاذاً للرياضيات والفيزياء في إحدى الثانويات الحكومية، وبسبب ولائه لوطنه حُرم من مسكنه المجاني وخُفض مرتبه.
فاضطر أن يتخذ بعض تلامذته نزلاء عنده كي يجني المزيد من المال، ليسدد تكاليف استشفاء زوجته المصابة بمرض السل، وابنته الكبرى التي أصيبت بحمى التيفوس.
ضمن هذا الوسط بدأت ماري حياتها، ولتجابه الموت أول مرة بوفاة شقيقتها الكبرى صوفيا عام 1876، ومن ثم وبعد ذلك بعامين وفاة والدتها.
هنا أخذت (ماري) قراراً وهو: أن تستكمل تعليمها وتخدم العلم، فاتفقت هي وأختها (برنوسيلا) أن تسافر إحداهما لفرنسا لطلب العلم هناك، والأخرى تعمل في بولندا كي تُنفق عليها، وهنا أعطت (ماري) درساً في الإيثار، فكانت تعمل ليلاً خادمة في البيوت ونهاراً تُعلم الأطفال اللغة البولندية حفاظاً على اللغة من الإنقراض في ظل الإحتلال ففي العام 1886 عملت ماري كمربية أطفال ولمدة 3 سنوات كي تدفع لأختها برونيا تكاليف دراستها في فرنسا، فقد كانت جامعة وارسو لا تسمح بقبول الفتيات.

وفي العام 1891 سافرت بالقطار إلى فرنسا، حيث نالت منحة لدراسة الرياضيات والفيزياء بالسوربون، وقد أقامت في البدء مع أختها برونيا وزوجها، ثم عمدت إلى استئجار غرفة صغيرة قرب الجامعة.
وكانت تعيش بمبلغ زهيد لا يتجاوز 100 فرنك شهرياً، لذلك وفي أبرد أيام الشتاء كانت تعيش بلا فحم لموقدها، حتى أنه أغمي عليها عدة مرات بسبب انقطاعها أياماً عن الطعام، إلا أنها وبجهد عقلي فريد نالت إجازة الفيزياء والرياضيات بدرجة الشرف عام 1894.

\ تعلمت من حياتي ان الفقر لا يقف حائلا ضد الطموح \ 
منذ صغرها كانت مدام كوري ميالة بشكل كبير الى القراءة لاسيما الكتب العلمية وبرعت في الفيزياء، وكان لها دماغ يعتمد على التفكير المنطقي في التعامل مع الاشياء لاسيما فيما يتعلق بالفيزياء والكيمياء.
ولما لم تجد ان بلدها قادر على تحقيق طموحها العلمي قررت الذهاب الى فرنسا في عام 1891 للالتحاق بجامعة السوربون وهناك التقت بمدرس مادة الفيزياء في الجامعة (بيير) فكونت معه فريقا علميا نادرا بعد ان تزوجته في عام 1895.
في هذه الجامعة أسند لمدام كوري منصب استاذ فكانت اول امرأة تشغل وظيفة الاستاذ في السوربون وقد واصلت التدريس والبحث في آن معا.
فاستنتجت أن البتشبلند يحوي عنصراً أشد نشاطاً بكثير من اليورانيوم، أسمت هذا العنصر الجديد الراديوم، ولإثبات وجود الراديوم اضطر الزوجان كوري لمعالجة أطنان من فلز البتشبلند!
ومن ثم إجراء البحوث الكيماوية لعزل اليورانيوم والراديوم وتعيين وزنيهما الذريين، وفي مكان خانق صيفاً، وبارد صقيعي شتاءً، واظبا وبلا انقطاع مدة خمسة وأربعين شهراً.
أكتشفت مع زوجها بيير كوري في باريس عام1898م عنصري البولونيوم والراديوم وتعيين وزنه الذري.
ولما قامت الحرب العالمية الاولى وكثر الجرحى في صفوف الجنود المقاتلين حفز ذلك مدام كوري لاختراع اول جهاز محمول لاشعة (x) للكشف عن الجنود الجرحى , نالت وزوجها عام 1903م جائزة نوبل في الفيزياء.

عاشت ماري حياة بسيطة الى جانب بيير كوري، لكنهما كانا يمتلكان معا حماس المستكشفين في ميدان العلوم الفيزيائية. هذا مع ان العلم هو دائما بمثابة تعبير عن «مغارة جماعية».
وفي مطلع القرن العشرين قامت مجموعة من الباحثين برحلتها العجيبة نحو عالم الصمت الذي تمثله الذرات. ومن الملفت للانتباه ان الشاعر أبولينير كان قد تحدث عن مثل هذا العالم الذي «يصمت فيه كل شيء» عالم المادة التي كان بيير وماري كوري يريدان الكشف عن بعض أسراره.لقد كانا يعملان معا في المختبر نفسه ويكتبان ملاحظاتهما على الدفتر نفسه، وهو على اليسار بطريقة «فوضوية» وهي على اليمين بشكل بالغ الترتيب والوضوح. «لقد ظلت طيلة حياتها كطالبة مدرسة».
لكنها كانت دائما ايضا «طالبة مجدّة» و«مولعة» بالبحث الذي تقوم به.

توفيت ماري سكودوفسكا - كوري يوم 4 يوليو عام 1934 نتيجة لمرض الانيميا الخبيثة (لوكيميا) الذي اصابها بسبب تعرضها الى الاشعة الضارة خلال تجاربها العملية وأبحاثها العديدة، ودفنت بجانب زوجها في مقابر باريس.  تولت ابنتها الكبيرة ايرين استكمال دراسات والديها حول ظاهرة الاشعاع وفي عام 1934 قامت ايرين وزوجها ف. جوليو باكتشاف اشعاع اصطناعي وبفضل ذلك الاكتشاف منح الزوجان جائزة نوبل في عام 1935.
من مفارقة للزمن: ((اذا كانت صدفة التاريخ قد شاءت ان تتم طباعة صورة ماري وبيير كوري على قطعةالخمسمئة فرنكـ ( أكبر قطعة نقدية في فرنسا ) - قبل اليورو ـ فإن ماري عاشت لسنوات طويلة وهي لا تمتلك أي مبلغ من المال)).
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كي لاننسى ..... عندما دخل الجنرال الفرنسي غورو بلاد الشام توجه فوراً الى قبر صلاح الدين الايوبي و ركله بقدمه وقال : " ها قد عدنا يا صلاح الدين " .. و حين دخل الجنرال الفرنسي ليوتي مدينة مراكش ذهب الى قبر يوسف بن تاشفين وركل القبر بقدمه وقال : " انهض يا ابن تاشفين لقد وصلنا إلى عقر دارك " ..بعد سقوط الأندلس ، جاء القائد الفونسو الى قبر الحاجب المنصور ونصب على قبره خيمة كبيرة، وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور، ونام عليه معه زوجته متكئة تملأهم نشوة موت قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب وقال ألفونسو : "أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! وجلست على قبر أكبر قادتهم " !! اما الجنرال سوفوكلس ابن فينيزيلوس قائد الجيش اليوناني الذي حاصر مدينة بورصة العثمانية فذهب الى قبر عثمان غازي الكبير و ركله برجله و هو يصرخ : " قم يا ذا العمامة الكبيرة ، قم أيها العثمان العظيم ! قم لترى حال احفادك ، لقد هدمنا الدولة التي اسستها ، جئت اقتلك !! "هم لاينسون التاريخ حتى لو نسيتموه أنتم !! الصورة : سوفوكلس أمام قبر السلطان عثمان غازي عام 1920.